أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

ما الجديد

هذي هي اخر مرة خسر فيها برشلونة بالأربعة امام إشبيلية

 


برشلونة يسقط أمام إشبيلية في ليلة للنسيان: أخطاء دفاعية، قرارات تحكيمية، وضياع هوية فليك

في أمسية كروية مثيرة ضمن منافسات الدوري الإسباني “الليغا”، شهدت جماهير كرة القدم واحدة من أكثر المباريات درامية هذا الموسم، حيث سقط برشلونة سقوطًا مدويًا أمام إشبيلية بنتيجة قاسية، في مباراة جمعت بين الفوضى التكتيكية، الأخطاء الدفاعية، والقرارات التحكيمية المثيرة للجدل. اللقاء الذي كان من المفترض أن يكون فرصة للفريق الكتالوني لاستعادة توازنه، تحول إلى كابوس حقيقي كشف هشاشة المنظومة الدفاعية وضعف خيارات المدرب الألماني هانز فليك.


بداية نارية لإشبيلية أربكت برشلونة

منذ الدقائق الأولى بدا واضحًا أن إشبيلية دخل المباراة بعقلية هجومية غير معتادة، فالفريق الأندلسي ضغط من الخط الأول، وأجبر برشلونة على التراجع لمناطقه في محاولة يائسة للخروج بالكرة من الخلف. أليكسيس سانشيز قاد الهجمات بمنتهى الذكاء، وتحرك بين خطوط برشلونة بمرونة كبيرة، فيما كانت الأطراف مصدر الخطورة المستمرة بفضل سرعة اللاعبين وقدرتهم على كسر مصيدة التسلل التي حاول فليك تطبيقها.

بحلول الدقيقة 35، كان إشبيلية متفوقًا في كل الإحصائيات: معدل الأهداف المتوقع بلغ 1.8، مقابل 0.6 فقط لبرشلونة. الفريق الكتالوني لم يهدد مرمى الخصم سوى بتسديدة وحيدة، بينما تسيد إشبيلية المباراة تمامًا.

هذا التفوق لم يكن وليد الحظ، بل نتيجة تحضير دقيق من المدرب ماتياس ألميدا، الذي عرف كيف يستغل المساحات خلف دفاع برشلونة. الطريقة التي اتبعها إشبيلية في التحرك خلف خطوط الدفاع أظهرت مدى ضعف التنسيق بين كوندي وأراوخو، خاصة في التغطية العكسية والتمركز عند الكرات العرضية.


ضربة جزاء مثيرة والهدف الأول لإشبيلية

في منتصف الشوط الأول، جاءت اللقطة الجدلية الأولى في اللقاء عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح إشبيلية بعد تدخل من أراوخو داخل المنطقة.
اللقطة أثارت جدلًا واسعًا؛ البعض رأى أن الاحتكاك لم يكن يستحق ركلة جزاء، فيما أكد آخرون أن التدخل المتهور أعطى الحكم مبررًا كافيًا لاتخاذ قراره.

لكن بغض النظر عن صحة القرار، فقد ترجم أليكسيس سانشيز الركلة بنجاح إلى هدف أول لصالح إشبيلية، ليزيد الضغط على برشلونة الذي بدا تائهًا بلا حلول واضحة.
لم يظهر أي رد فعل من جانب لاعبي فليك، ولم ينجح الوسط بقيادة بيدري وداني أولمو في فرض السيطرة أو قطع سلسلة التمريرات المتقنة لإشبيلية.


انهيار دفاعي وفوضى تكتيكية

بعد الهدف الأول، ازداد الارتباك الدفاعي لبرشلونة. الخط الخلفي كان أشبه بخطوط مقطعة لا رابط بينها، وبدت تعليمات فليك غير مفهومة على الإطلاق.
في الدقائق التي تلت الهدف، نجح إشبيلية في تسجيل هدفٍ ثانٍ بعد كرة عرضية فشل كوندي في التعامل معها، وسط احتجاجات من لاعبي برشلونة بحجة وجود خطأ في بداية اللعبة، لكن حكم الفيديو أكد صحة الهدف.

في تلك اللحظات، بدا أن المباراة تسير باتجاه واحد. إشبيلية كان يلعب بثقة وتنظيم، بينما برشلونة فقد شخصيته تمامًا. داني أولمو ظهر خارج الإيقاع، وكأنه يخشى الالتحامات، بينما راشفورد لم يجد الدعم الكافي من الجناحين توريس وليفاندوفسكي.

ما زاد الطين بلة أن الضغط العالي من لاعبي إشبيلية أجبر برشلونة على ارتكاب تمريرات خاطئة في مناطق خطيرة، ليصبح الهدف الثالث مسألة وقت ليس إلا.


شوط أول للنسيان

انتهى الشوط الأول بتقدم إشبيلية بهدفين نظيفين، لكن الواقع أن النتيجة كانت من الممكن أن تكون أكبر بكثير لولا تألق الحارس تشيزني، الذي أنقذ مرماه من عدة فرص محققة.
برشلونة لم يكن في يومه إطلاقًا: لا أفكار واضحة، ولا تنظيم دفاعي، ولا حتى ردة فعل.

كانت كل المؤشرات تقول إن الفريق لن يتمكن من العودة في الشوط الثاني، فالأداء كان يفتقد تمامًا للروح. ومع ذلك، انتظر المشجعون أن يُحدث فليك الفارق بتغييراته بين الشوطين.


شوط ثانٍ بنفس الأخطاء

بدأ الشوط الثاني دون أي تغييرات تُذكر على أداء برشلونة، رغم إدخال فليك لعدد من الأسماء مثل بالدي وإيريك غارسيا.
إشبيلية من جانبه تراجع قليلًا، لكنه ظل منظمًا ومترابطًا، يعتمد على المرتدات السريعة عبر الأطراف.

وبرغم أن برشلونة حصل على ركلة جزاء بعد تدخل على روني برداغي، إلا أن ليفاندوفسكي أضاعها بطريقة غريبة، ما كان بمثابة الضربة القاضية لآمال العودة.
تضييع الركلة انعكس على الحالة النفسية للاعبين، فتراجع الإيقاع أكثر، وبدأت علامات الإحباط تظهر على وجوه الجميع.


إشبيلية يضرب بثالث ورابع… وبرشلونة ينهار تمامًا

بعد إضاعة ركلة الجزاء، جاء الرد سريعًا من إشبيلية بهجمة مرتدة نموذجية أنهاها كارمونا بتسديدة قوية في الشباك، معلنًا الهدف الثالث وسط ذهول جماهير الكامب نو.
لم يكتفِ الفريق الأندلسي بذلك، بل أضاف الهدف الرابع في الوقت بدل الضائع عن طريق اللاعب آدمز، الذي خلع قميصه احتفالًا بهدفٍ أكد انهيار برشلونة الكامل.

في المقابل، لم يظهر أي رد فعل حقيقي من لاعبي برشلونة، وكأن الفريق استسلم منذ منتصف الشوط الثاني. حتى الجماهير التي ظلت تساند حتى اللحظة الأخيرة، غادرت المدرجات في صمتٍ وحسرة.


🔥 ماتياس ألميدا يفك العقدة بعد 70 عامًا

في مباراة إشبيلية ضد برشلونة، أثبت المدرب ماتياس ألميدا أنه أحد أكثر العقول الشجاعة في الليغا. ففي اللحظة التي ظنّ فيها الجميع أن برشلونة سيفرض سيطرته كعادته، قرر ألميدا قلب الموازين بالهجوم والضغط العالي. المدهش أنه وفى بوعده قبل اللقاء حين قال إنه لن يدافع بل سيهاجم برشلونة في ملعبه، وبالفعل نجح في تنفيذ ذلك. ففي المرة الوحيدة التي كسر فيها رقابة برشلونة المحكمة، صنع هدفًا حاسمًا لراشفورد قبل نهاية الشوط الأول، وأدار اللقاء بذكاء كبير. وخلال فترة التوقف حين كانت النتيجة 2-1، قال للاعبيه جملة لا تُنسى: "لا تجعل علوهم يفكرون بالعودة".

هذه الجملة لخصت روح الفريق الأندلسي في المباراة. النتيجة النهائية (4-1) لم تكن مجرد فوز، بل صفعة تاريخية، إذ لم يخسر برشلونة من إشبيلية في الدوري منذ أكتوبر 2015، ولم يتلقَّ رباعية منه منذ أكثر من 70 عامًا، ما جعلها ليلة تُدوَّن في سجلات التاريخ الإسباني، وأعادت ريال مدريد إلى الضوء من جديد بعد سقوط غريمه التقليدي.


إدارة تكتيكية كارثية من فليك

تتحمل إدارة برشلونة والمدرب هانز فليك المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة.
فالفريق يفتقر للعمق في الدكة، ولا يملك بدائل جاهزة على المستوى الدفاعي.
فليك بدأ المباراة بخيارات هجومية غريبة، وضع راشفورد في الجهة اليمنى، وتوريس في اليسرى، وأولمو في العمق، وهي تركيبة لم تنجح إطلاقًا في خلق التوازن.

حتى في لحظات التأخر، لم يظهر أي تدخل تكتيكي فعّال لتغيير مسار اللقاء، وكأن فليك فقد الثقة في قدرته على قلب الموازين.
هذا الارتباك التكتيكي يطرح تساؤلات حول مدى قدرة المدرب الألماني على قيادة مشروع برشلونة طويل الأمد، خاصة في ظل تكرار الأخطاء نفسها منذ بداية الموسم.


أزمة دفاعية مزمنة

لم تكن خسارة برشلونة أمام إشبيلية حادثة عابرة، بل استمرارًا لمسلسل الضعف الدفاعي الذي يعاني منه الفريق منذ الموسم الماضي.
المدافعون لا يتواصلون، التغطيات العكسية سيئة، والكرات الثابتة تمثل كابوسًا حقيقيًا.

المشكلة الأكبر أن النظام الدفاعي الذي يحاول فليك تطبيقه لا يتناسب مع نوعية اللاعبين المتاحين.
فأراوخو وكوندي يمتلكان القوة البدنية، لكن يفتقران للانضباط التكتيكي المطلوب في الخط الخلفي، بينما لا يقدم غارسيا الحلول المطلوبة في المساندة.

إن لم تُعالج هذه الأزمة سريعًا، فإن برشلونة مهدد بموسمٍ كارثي على جميع الأصعدة.


إصابات وإرهاق… ومعاناة مستمرة

تأتي هذه الخسارة في وقتٍ يعاني فيه الفريق من عدة غيابات مؤثرة، أبرزها لامين يامال ورافينيا، إضافة إلى إرهاق بدري المتكرر.
لكن هذه الغيابات لا يمكن أن تكون شماعة تبرر الأداء الباهت.
المشكلة في العمق الفني للفريق، وفي سوء إدارة الدقائق للاعبين الشباب الذين يتعرضون لإصابات عضلية متكررة بسبب الضغط البدني الهائل، كما حدث سابقًا مع جافي وبيدري.

الهشاشة البدنية للاعبين الصغار في برشلونة هي نتيجة مباشرة لاستخدامهم المفرط في موسم مزدحم دون إدارة ذكية للحمل التدريبي.


التحكيم… جدل متجدد

لم تخلُ المباراة من الجدل التحكيمي، بدءًا من ركلة الجزاء المشكوك في صحتها، مرورًا بعدة قرارات مثيرة في الشوط الثاني.
لكن الإنصاف يقتضي القول إن أخطاء برشلونة كانت كافية لتبرير النتيجة دون الحاجة إلى تعليقها على شماعة الحكم.
فالفريق خسر تكتيكيًا، ذهنيًا، وبدنيًا، قبل أن يخسره تحكيميًا.


الدكة الضعيفة وتحديات المستقبل

حتى على مستوى البدلاء، لم يمتلك برشلونة الأوراق التي يمكنها قلب المباراة.
الدكة كانت خالية تقريبًا من اللاعبين القادرين على صناعة الفارق.
غياب العمق هذا يُبرز بوضوح ضعف التخطيط في الميركاتو الأخير، الذي لم يضف أي أسماء دفاعية أو وسطية ترفع من جودة التشكيلة.

على إدارة النادي أن تدرك أن المشروع الحالي يسير في طريق خاطئ، وأن الفريق بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة شاملة، فالأداء في مثل هذه المباريات لا يليق باسم برشلونة.


سقوط يفرض الأسئلة ولا يحتمل الأعذار

خسارة برشلونة أمام إشبيلية ليست مجرد تعثر عابر، بل جرس إنذار صريح بأن الفريق يسير في طريقٍ مظلم إن لم يتم التدخل بسرعة.
الأداء المهزوز، غياب الروح، وارتباك فليك في القرارات الفنية جميعها مؤشرات مقلقة.

برشلونة بحاجة إلى مراجعة شاملة لكل شيء: من طريقة التدريب، إلى إدارة الأحمال البدنية، مرورًا بتخطيط سوق الانتقالات.
وفي الوقت الذي يواصل فيه إشبيلية إثبات أنه خصم صعب في “الليغا”، يبدو أن برشلونة يعيش مرحلة فقدان هوية حقيقية تحت قيادة فليك.

الجماهير اليوم لا تطلب المستحيل، بل فقط أن ترى فريقها يقاتل كما كان يفعل في الماضي، فريق يمتلك شخصية البطل لا أن ينهار أمام أي ضغط.
وما لم يتدارك النادي هذا الانحدار سريعًا، فإن موسم 2025/2026 قد يكون من أسوأ مواسم برشلونة في العقد الأخير.


تعليقات