أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

ما الجديد

قلبوها رجال! السعودية تُسقط إندونيسيا 3-2 بريمونتادا في ليلة من نار



 


الأخضر السعودي ينتصر على إندونيسيا 3-2 في مباراة مثيرة ضمن الملحق الآسيوي

مبدئياً

في ليلة كروية مليئة بالإثارة والندية، نجح المنتخب السعودي في تحقيق فوز صعب وثمين على منتخب إندونيسيا بنتيجة 3-2 ضمن منافسات الملحق الآسيوي المؤهل للبطولات القادمة.

المباراة كانت واحدة من أجمل اللقاءات في التصفيات، جمعت بين كرة هجومية ممتعة وأحداث درامية حبست الأنفاس حتى الدقائق الأخيرة، خصوصًا مع النقص العددي في صفوف الأخضر واحتساب ركلتي جزاء للمنتخب الإندونيسي.

ورغم كل الظروف، أثبت لاعبو السعودية شخصيتهم القوية واستطاعوا قلب النتيجة وتحقيق انتصار مهم يمنحهم دفعة معنوية كبيرة قبل المباريات المقبلة.


انطلاقة نارية من إندونيسيا ورسالة هجومية مبكرة

منذ صافرة البداية، فاجأ منتخب إندونيسيا الجميع بهجوم شرس وضغط عالٍ بقيادة المدرب باتريك كلويفرت الذي أوفى بوعده قبل المباراة حين قال: "لن أدافع، سأهاجم السعودية بكل ما أملك."

وبالفعل، دخل الفريق الإندونيسي المباراة بشجاعة، وتمكن من الحصول على ركلتي جزاء في الشوط الأول بسبب لمسات يد متكررة من الدفاع السعودي، ليترجم واحدة منها إلى هدف التقدم المبكر.

لكن رغم صدمة البداية، ظل المنتخب السعودي متماسكًا ذهنيًا وبدنيًا، وبحث سريعًا عن العودة، وهو ما تحقق بفضل الروح القتالية التي ظهر بها اللاعبون.


صالح أبو الشامات… روح المنتخب وقائد العودة

في غياب الدور القيادي لسالم الدوسري في هذه الفترة، برز اسم صالح أبو الشامات كأحد نجوم اللقاء بلا منازع.

تحركاته المستمرة، حماسه الكبير، وتفاعله مع الجماهير منحه حضورًا مميزًا في أرض الملعب.
ومن مجهود فردي رائع، تمكن من تسجيل هدف التعادل الأول بطريقة جميلة أعادت الثقة لصفوف الأخضر.

كان أبو الشامات بمثابة القائد الحقيقي داخل أرضية الميدان، إذ لعب دور المحفّز والمقاتل الذي لا يهدأ، فانتقلت طاقته إلى بقية اللاعبين ليواصلوا الضغط على الدفاع الإندونيسي.


البريكان يحسم من علامة الجزاء

بعد هدف التعادل، واصل المنتخب السعودي ضغطه المكثف على مرمى الخصم حتى حصل على ركلة جزاء مستحقة إثر مجهود فردي من فراس البريكان.

ورغم الجدل حول هوية المنفذ، حيث توقع البعض أن يتولاها سالم الدوسري، إلا أن القرار ذهب للبريكان الذي سددها بقوة وثقة، مانحًا الأخضر التقدم 2-1 قبل نهاية الشوط الأول.

ذلك الهدف غيّر ملامح اللقاء تمامًا، إذ دخل السعوديون الشوط الثاني بمعنويات مرتفعة وسيطرة شبه مطلقة على مجريات اللعب.


سيطرة سعودية وثغرات دفاعية

في الشوط الثاني، واصل المنتخب السعودي استحواذه على الكرة بفضل تألق خط الوسط بقيادة مصعب الجوير والخيبري، حيث قدما أداءً متوازنًا بين الدفاع والهجوم.

لكن رغم التفوق، ظهرت بعض الثغرات الدفاعية على مستوى الأطراف، خصوصًا في أداء الظهيرين بوشل والحربي، اللذين لم يقدما الإضافة الهجومية المطلوبة وتركوا مساحات خطيرة خلفهم.

ودفعت هذه الأخطاء المدرب إلى إشراك سعود عبد الحميد، الذي أعاد بعض التوازن الدفاعي للفريق، رغم استمرار معاناة الأطراف من الضغط الإندونيسي السريع.


أندونيسيا… خصم مفاجئ لا يُستهان به

لا يمكن تجاهل الأداء الكبير الذي قدمه المنتخب الإندونيسي.
فالفريق أظهر تنظيمًا عاليًا وشجاعة هجومية نادرة أمام أحد أقوى منتخبات القارة.
رغم الخسارة، إلا أن ما قدمه كلويفرت ولاعبوه يثبت أن إندونيسيا لم تعد الفريق السهل، وأنها قادرة على إحراج أي منتخب في آسيا.

لكن بعد الدقيقة الـ20، فقد الإندونيسيون السيطرة وبدأ الإرهاق يظهر عليهم، ليتركوا المجال للأخضر السعودي الذي أنهى المباراة متفوقًا في الاستحواذ، والفرص، والفعالية أمام المرمى.


قراءة فنية: كيف كسبت السعودية رغم المعاناة

  1. الهدوء بعد التأخر: اللاعبين تعاملوا مع الهدف الأول بذكاء دون تسرع.

  2. الروح القتالية العالية: بقيادة أبو الشامات والبريكان.

  3. الخبرة في إدارة الوقت: عرف الفريق متى يهاجم ومتى يبطئ الرتم.

  4. مرونة تكتيكية واضحة: أجرى المدرب تغييرات فعالة أعادت التوازن الدفاعي.

رغم ذلك، لا يمكن إنكار أن الدفاع السعودي بحاجة لمراجعة عاجلة، خصوصًا في التعامل مع الكرات العرضية وركلات الجزاء.


تصريحات ما بعد المباراة

بعد اللقاء، صرّح مدرب السعودية قائلاً:

"المباراة كانت صعبة، لكن اللاعبين أثبتوا معدنهم الحقيقي. هذه الانتصارات تُبنى على الإصرار، لا على الحظ."

من جانبه، أشاد المدرب الإندونيسي كلويفرت بأداء فريقه رغم الخسارة قائلاً:

"قاتلنا حتى النهاية، وأظهرنا أننا قادرون على منافسة الكبار. سأعود أقوى في المباريات القادمة."


المستقبل المتوقع في حال تأهل المنتخب السعودي إلى المونديال

في حال نجح المنتخب السعودي في حسم بطاقة التأهل إلى كأس العالم المقبلة، فإن ذلك سيمثل مرحلة جديدة من النضج الكروي للكرة السعودية على المستويين الفني والذهني.

التأهل لن يكون مجرد إنجاز تقليدي، بل سيكون نتيجة عمل طويل بدأ من تطوير الأكاديميات وإتاحة الفرص للاعبين الشباب في الدوريات المحلية، وصولًا إلى خلق هوية لعب واضحة تحت قيادة مدرب يعرف كيف يوازن بين الواقعية والطموح.
أما من الناحية الفنية، فالأخضر يمتلك الأسس لبناء منتخب يُهاجم بثقة، ويدافع بتنظيم، خاصة إذا تم استثمار الوقت المتبقي في تطوير الجانب البدني والتكتيكي وتجهيز بدلاء في مراكز حساسة مثل الظهيرين وخط الارتكاز.
باختصار، التأهل إلى المونديال لن يكون نهاية الطريق، بل بداية مشروع وطني يهدف إلى جعل السعودية رقمًا صعبًا في المحافل العالمية.

من المتوقع أن يدخل المنتخب المونديال بتشكيلة تجمع بين الخبرة والشباب، بوجود عناصر مثل سالم الدوسري، فراس البريكان، وصالح أبو الشامات الذين يمكنهم قيادة الجيل الجديد نحو أداء تنافسي عالمي.

كما أن التأهل سيفتح الباب أمام دعم استثماري ورياضي ضخم، إذ عادة ما يصاحبه اهتمام أكبر من الاتحاد المحلي ورعاية كبرى تعزز البنية التحتية الرياضية، ما ينعكس إيجابًا على الأندية والمنتخبات السنية.


قطر وعُمان… تعادل بطعم التكتيك

في اللقاء الآخر ضمن نفس المجموعة، انتهت مباراة قطر وسلطنة عمان بتعادل سلبي في مواجهة اتسمت بالانضباط الدفاعي أكثر من الجوانب الهجومية.

المدرب كارلوس كيروش أدار اللقاء بأسلوب حذر، معتمداً على إغلاق المساحات والاعتماد على الهجمات المرتدة.

لكن الملاحظ أن المنتخب القطري بات يعتمد بشكل شبه كامل على أكرم عفيف كمصدر رئيسي للهجوم، مما يجعل إيقافه يعطل منظومة الفريق بنسبة كبيرة.

أما المنتخب العماني فقدّم أداءً منضبطًا تكتيكيًا، لكنه افتقر إلى الجرأة في الدقائق الأخيرة رغم وجود فرص للتقدم.


توصيات فنية فورية للمنتخب السعودي

بعد هذا اللقاء، تتضح عدد من التوصيات التي يجب على الجهاز الفني العمل عليها سريعًا:

  • تحصين الأطراف الدفاعية: ضرورة تجهيز حلول بديلة للظهيرين، سواء عبر تدريب خاص على التمركز أو عبر دمج لاعبين أكثر هجومياً ودفاعياً.

  • التعامل مع الكرات الثابتة: تدريب دفاعي متكرر على التغطيات واللغة بين المدافعين لتقليل الأخطاء التي تكررت.

  • اختبار قِوى بديلة للقيادة: إعداد أكثر من خيار لتسديد ضربات الجزاء وقيادة الفريق نفسيًا عند الحاجة.

  • إدارة الأحمال البدنية: تقليل الإرهاق لدى اللاعبين الشبان عبر برنامج تدوير ذكي يضمن عدم تكرار الإصابات.


آفاق التأهل والتحديات القادمة

مع هذا الانتصار، يقترب المنتخب السعودي خطوة نحو حسم مركزه في مجموعته، لكن الطريق ما زال محفوفًا بالتحديات. مواجهات مثل العراق وإندونيسيا القادمة قد تكون محورية في تحديد ترتيب المجموعة.

على الجانب الآخر، أداء إندونيسيا أعطى مؤشرًا واضحًا أن أي منتخب في آسيا يمكن أن يكون مفاجأة، لذا لا مجال للاسترسال في الثقة. السعودية بحاجة للحفاظ على التركيز وتحسين الجوانب الدفاعية لتفادي المفاجآت غير المرغوبة، خصوصًا أمام فرق تعتمد على التمرير السريع والضغط على الأطراف.


اخيراً وليس آخراً

فوز السعودية على إندونيسيا 3-2 كان درسًا في الصبر والقدرة على العودة تحت الضغط. المنتخب أظهر قوة ذهنية وروح قتالية قد تجعله منافسًا حقيقيًا في هذا الملحق، لكن العمل الفني مطلوب بشكل عاجل لتقليم المخالب الدفاعية، وتحويل الأداء الجيد إلى نتائج مضمونة في المباريات الحاسمة القادمة.

الجماهير الآن تترقب بقوة المباريات التالية، وعلى الجهاز الفني ضبط التفاصيل ليصل الأخضر إلى حيث يطمح: إلى منصات التتويج والتمثيل المشرف للكرة الآسيوية.


تعليقات