أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

ما الجديد

هكذا تحدث ألونسو عن مستقبله مع الملكي بعد الهزيمة أمام السيتي

 


تحليل مباراة ريال مدريد ومانشستر سيتي: ليلة كشفت أزمة “الكبير” الغائب

في أمسية كروية كانت الأعين فيها معلّقة على قمة دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد ومانشستر سيتي، لم يكن أحد يتوقع أن نشاهد سيناريو مختلف تمامًا عن كل ما اعتدناه من مواجهات الفريقين. طوال السنوات الماضية، كانت مباريات ريال مدريد والسيتي تسير في اتجاهين لا ثالث لهما: إما سيطرة ساحقة للسيتي تنتهي بفوز كبير، أو سيطرة للسيتي يقابلها ريال مدريد بـ “شخصية البطل” ويعود من حيث لا يتوقع أحد. لكن ما حدث هذه المرة، كان مشهدًا جديدًا تمامًا.

السيتي قدّم أداءً أقل من متوسط، ومع ذلك خرج منتصرًا. وفي المقابل ظهر ريال مدريد بشكل هجومي جيد، لكنه سقط بسبب أخطاء دفاعية ساذجة لا تليق بفريق لديه 14 لقبًا في دوري الأبطال. أمام هذا التناقض، وجد المشجعون أنفسهم بين الغضب والسخرية، وبين سؤال واحد يتردد في أذهان الجميع: ما الذي يحدث داخل ريال مدريد؟


بداية المباراة: نوايا واضحة وخطة دفاعية تقليدية

دخل ريال مدريد المباراة دون نجمه الأول كيليان مبابي، المصاب والمتواجد على دكة البدلاء. هذا الغياب كان كفيلًا بإرباك الخطة، لكن المفاجئ كان أن تشابي ألونسو قرر العودة لخطة دفاعية بحتة تشبه أسلوب كارلو أنشيلوتي في أيامه الأخيرة مع الفريق: تراجع، إغلاق للمساحات، ثم لعب على التحولات السريعة.

من الجهة الأخرى، بدأ مانشستر سيتي بتشكيلته المتوقعة تمامًا، معتمدًا على أسلوب الضغط العالي وتمرير الكرة بسرعة. لكن رغم هذا، لم يظهر السيتي بالشراسة المنتظرة. الفريق بدا بلا حلول واضحة، وفيل فودين وبرناردو سيلفا كانوا بعيدين تمامًا عن مستواهم.

وبرغم هذا التراجع، كان ريال مدريد قادرًا على التسجيل. رودريغو أنهى سلسلة صيام تهديفي بلغت 32 مباراة، ليسجل هدفًا مهمًا أعاد إليه بعض الثقة المفقودة. كل شيء كان يسير بشكل جيد… قبل أن يقرر دفاع ريال مدريد تدمير كل ما تم بناؤه.


دفاع ريال مدريد… قصة غريبة من “الغباء التكتيكي”

إن كانت هناك نقطة سوداء في المباراة بالنسبة لريال مدريد، فهي بلا شك خط الدفاع. لا يمكن وصف الأخطاء التي ارتكبها اللاعبون إلا بأنها أخطاء “مبتدئين”، سواء في التمركز أو التوقع أو قراءة اللعب.

روديغير، الذي كان مدح الجمهور يغمره بعد وضعه هالاند “في جيبه” الموسم الماضي، بدا هذه المرة وكأنه صدّق الترند أكثر من اللازم. ارتكب أخطاء ساذجة، وخسر تركيزه، واحتسب عليه الحكم ركلة جزاء واضحة بعد لقطة لم يستغرق الفار ثانية واحدة في الحكم عليها.

أسينسيو لم يكن أفضل حالًا. لقطة احتكاكه مع جيريمي دوكو ثم تحولها إلى ركنية عادلت النتيجة كانت مثالًا على غياب التركيز والانضباط. بدا وكأن اللاعبين فقدوا إحساسهم بالمسؤولية داخل الملعب.

والمخيف أن تشابي ألونسو نفسه بدا مدركًا لهذه الكارثة منذ أول يوم له داخل النادي، لذلك كان أول ما فعله هو البحث عن مدافعين جدد. فالوضع الحالي لا يشبه خط دفاع نادٍ ينافس على الأبطال، بل أشبه بفريق يفتقد لأبجديات الدفاع.


الشوط الثاني: قرارات غريبة وتغييرات بلا معنى

إن كانت مشكلة الشوط الأول هي الأخطاء الفردية، فإن الشوط الثاني كشف أزمة أكبر: الإدارة الفنية.

تغيير تشابي ألونسو بخروج غونزالو غارسيا ودخول أردا غولر كان علامة استفهام ضخمة. اللاعب التركي قضى معظم الوقت في مركز “الظهير الأيسر”! مركز لم يلعب فيه قط، وجعله بلا تأثير في الملعب، لا في الصناعة ولا في التحولات الهجومية.

لاحقًا حاول المدرب إصلاح الخطأ بإخراج أسينسيو وإدخال إندريك. الأخير ظهر بحماس وقدّم لقطتين جيدتين، لكنه كان وحيدًا، بلا دعم ولا منظومة واضحة.

ريال مدريد بدا وكأنه فريق يبحث عن نفسه في الملعب. لا خطة، لا شخصية، ولا لاعب واحد قادر على إعطاء إحساس بأن الفريق يمكنه العودة. في السنوات الماضية، كان يكفي وجود لاعب واحد مثل بنزيما، كروس، مودريتش، أو حتى رونالدو ليمنح الجماهير الثقة. أما الآن؟ فلا أحد.

الوحيد الذي يعطي الأمل… كان جالسًا على الدكة: كيليان مبابي.


غياب مبابي… والكشف الصريح لوجه الفريق الحقيقي

لنكن واقعيين: ريال مدريد أصبح فريقًا يعتمد بشكل شبه كامل على كيليان مبابي. ليس بالمعنى السلبي الذي كان يقال عن باريس، بل بالمعنى الحقيقي: اللاعب الوحيد القادر على تسجيل 20–25 هدفًا وصناعة نفس العدد تقريبًا.

بدونه، يتحول الهجوم إلى فوضى. فينيسيوس بلا دقة، رودريغو غير ثابت، وإبراهيم دياز لم يصل بعد إلى مستوى الحسم.

مباراة السيتي كشفت أن ريال مدريد بلا مبابي مجرد فريق يعيش على اجتهادات فردية لا تكفي أمام خصم منظم مثل مانشستر سيتي.


هل ألونسو هو المشكلة؟

تشابي ألونسو قدم شوطًا أولًا جيدًا تكتيكيًا، لكنه في الشوط الثاني بدا مرتبكًا. التغييرات بلا معنى، غياب حلول هجومية، وضياع كامل للسيطرة على وسط الملعب.

ما يُخشى منه أن يكون المدرب قد “قفز درجة أعلى من اللازم” قبل أن يصبح جاهزًا. تدريب ريال مدريد ليس مجرد وظيفة؛ هو مسؤولية ثقيلة تحتاج لخبرة كبيرة في التعامل مع النجوم والضغوط والجماهير.

حتى الآن، يظهر أن الفريق بلا قائد، وبلا شخصية واضحة، وأن اللاعبين لا يستمعون للمدرب بما يكفي.


مانشستر سيتي… فاز لأنه لم يجد خصمًا حقيقيًا

الغريب أن السيتي لم يقدم مباراة جيدة. الفريق كان باهتًا، بطيئًا، يفتقد للإلهام. ومع ذلك فاز بنتيجة 2–1، وكان قادرًا حتى على إضافة أهداف أخرى.

السبب ببساطة: دفاع ريال مدريد كان أسهل من أن يُقاوَم.

في مباريات القمة، الفريق الذي يخطئ أقل هو من يفوز. والسيتي كان الأخف خطأً.


ريال مدريد يحتاج “كبيرًا” في غرفة الملابس

بين كل التفاصيل الفنية، يبرز عنصر غائب تمامًا: القائد.

غياب شخصية مثل راموس، بنزيما، ومودريتش جعل الفريق بلا “كبير”. اللاعبون يتصرفون دون انضباط، ويخسرون تركيزهم تحت الضغط، ويدخلون في تحديات لا معنى لها.

ربما لن يعود راموس كلاعب أساسي، لكن وجوده في غرفة الملابس قد يكون أهم من وجود نصف التشكيلة. هذا الفريق يحتاج لمن “يجمعه” ويعيد له الهيبة.


تصريحات المدربين بعد المباراة

شهدت قمة ريال مدريد ومانشستر سيتي العديد من ردود الفعل الساخنة من مدربي الفريقين، حيث حاول كل منهما تسليط الضوء على ما رآه الأهم بعد المواجهة.

تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، بدا واضحًا في رده على الأسئلة المتعلقة بمستقبله، مؤكدًا أن الأولوية ليست له شخصيًا بل للفريق ككيان. وقال:

"الأمر المهم هو ريال مدريد، الأمر لا يتعلق بي."

رسالة أراد من خلالها تحويل الأنظار من الضغط الإعلامي حول مستقبله نحو الوضع العام داخل الفريق، في محاولة لامتصاص الضغوط والتأكيد على أن التركيز يجب أن يبقى على أداء اللاعبين وتحسين مستوى المجموعة.

"ما أعجبني حقًا هو أداؤه. كان خبرًا رائعًا أن أراه على هذه الحال."
وأضاف بأن علاقة الثقة بينه وبين لاعبيه لا تزال قوية:
"نعم، أشعر بدعم اللاعبين لي، وأحب قربي منهم وعلاقتي الشخصية بهم."
تصريحات تعكس رغبته في حماية غرفة الملابس وإظهار تماسكها رغم العثرات الأخيرة.


"ذهبت إلى رودريغو وقلت له: أنت جيد جدًا، إنه حقًا لا يُصدق."
امتداح غوارديولا للاعب الخصم يبرز حجم الأداء الذي قدمه النجم البرازيلي رغم خسارة فريقه، ويعكس أيضًا تقدير المدرب الإسباني لأي لاعب يُظهر جودة عالية أمام فريقه.

وعندما سُئل عن لقطة العناق بينه وبين رودريغو، رفض ألونسو تحويل اللحظة إلى قصة عاطفية، مشددًا على أن أهم ما لفت نظره هو مستوى اللاعب داخل الملعب، قائلاً:

من جانبه، لم يخفِ بيب غوارديولا إعجابه بأداء رودريغو، حيث كشف عن حديث قصير جمعهما بعد المباراة:


على كل حال


ما بين غياب مبابي، وتراجع مستوى الدفاع، وحيرة ألونسو التكتيكية، ظهر ريال مدريد في أسوأ نسخة له أمام مانشستر سيتي. الخسارة لم تكن بسبب قوة المنافس فقط، بل بسبب الفوضى الداخلية، وغياب الحلول، وانعدام الشخصية داخل الملعب.

ريال مدريد يحتاج إلى ثورة حقيقية:
– في الإدارة الفنية
– في طريقة اللعب
– في شخصية اللاعبين
– وفي وجود قائد يُسمَع صوته

حتى ذلك الحين… سيبقى الفريق مجرد ظل لهيبة الماضي.

تعليقات