أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

ما الجديد

تفاصيل مجموعات المنتخبات العربية في مونديال 2026… وما الذي ينتظرهم؟

                            


تغيّر نظرة الشعوب لكرة القدم مع نظام كأس العالم 2026 الجديد

تشهد كرة القدم العالمية تحولًا كبيرًا مع اقتراب موعد قرعة كأس العالم 2026، الحدث الذي سيُعيد تشكيل طموحات الشعوب ويفتح آفاقًا غير مسبوقة أمام العديد من المنتخبات. فبعد يوم 5 ديسمبر، ستتغير نظرة 22 شعبًا إلى كرة القدم باعتبار أن الطريق نحو لقب أغلى بطولة في تاريخ اللعبة أصبح ممهدًا أكثر من أي وقت مضى، بينما ستدرك 22 دولة أخرى حجم التحديات اللازمة للعودة إلى الواجهة العالمية في النسخة الأكبر والأوسع في تاريخ المونديال.

ولأول مرة يشارك 48 منتخبًا في نسخة واحدة، وهو قرار أحدث ثورة في شكل البطولة وجعل الطريق إلى الأدوار المتقدمة مفتوحًا أمام منتخبات لم تكن تملك هذه الفرصة سابقًا. ومع هذا التوسع، سيصبح المشهد أكثر تنوعًا وحماسًا، خصوصًا مع وجود عدد كبير من المنتخبات العربية في القرعة.


خلفية التغيير: من أين بدأ كل شيء؟

في 2018، وقبل ساعات من انطلاق مونديال روسيا، أُعلن رسميًا عن استضافة كأس العالم 2026 في ملف ثلاثي يجمع الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، متفوقًا على الملف المغربي الذي عاد لاحقًا ليحقق حلم تنظيم مونديال 2030.


لكن نقطة التحول الحقيقية كانت قبل هذا الإعلان بسنة. ففي يناير 2017، صوّت مجلس الفيفا على تغيير نظام البطولة جذريًا، رافعًا عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخبًا بدلًا من 32.
في البداية، كان الم
قترح أن تُقسّم البطولة إلى مجموعات من 3 منتخبات فقط، لكن في مارس 2023 تم العدول عن الفكرة، واعتماد النظام التقليدي:

  • 12 مجموعة

  • في كل مجموعة 4 منتخبات

  • يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة

  • وانضم إليهم أفضل 8 منتخبات حققت المركز الثالث

وبذلك يصل عدد المتأهلين إلى دور الـ32.

الهدف من هذه التعديلات لم يكن رياضيًا فحسب، بل تجاريًا أيضًا. فعدد المباريات ارتفع من 80 إلى 104 مباراة، ما يزيد من عائدات الفيفا والدول المستضيفة، ويسمح للمنتخبات الصغيرة بخوض 3 مباريات على الأقل.


كيف سيتم توزيع المنتخبات في القرعة؟

منذ مارس 2023، تم الاتفاق على آلية واضحة للقرعة:

  • 4 تصنيفات

  • في كل تصنيف 12 منتخبًا

  • كل مجموعة تحصل على منتخب واحد من كل تصنيف

الاعتماد يكون على آخر تصنيف للفيفا قبل القرعة (الصادر في 19 نوفمبر).

المشكلة التي خلطت الحسابات:

الأمر المعقد هذه النسخة أن المستضيفين ثلاثة، وهم:

  • الولايات المتحدة

  • كندا

  • المكسيك

وبحكم القواعد، يجب أن يكونوا جميعًا في التصنيف الأول… رغم أن ترتيبهم في الفيفا لا يضعهم بين أول 12 منتخبًا عالميًا.
وهذا يعني أن التصنيف الأول لن يضم 12 منتخبًا قوية فقط، بل 9 فقط إلى جانب الدول المستضيفة.


حظوظ العرب في التصنيفات الأربعة

هذه النسخة ستكون تاريخية للعرب، مع تواجد كبير ومؤثر في التصنيفات:

التصنيف الثاني: هدية للمغرب

للمرة الأولى يتواجد منتخب عربي وإفريقي في التصنيف الثاني، وهو منتخب المغرب بفضل نتائجه القوية.

وجوده هنا يرفع فرصه بشكل كبير لقرعة متوازنة، وربما الوقوع في مجموعة تضم أحد المستضيفين مثل:

  • كندا

  • أمريكا

  • المكسيك

وهي منتخبات يمكن للمغرب التفوق عليها كما أثبت سابقًا.

قد يحدث العكس ويقع في مجموعة نارية، مثل مواجهة:

  • الأرجنتين

  • أو البرازيل

  • مع النرويج من التصنيف الثالث

  • إضافة إلى منتخب قوي من التصنيف الرابع مثل إيطاليا من الملحق

وهو سيناريو "مجموعة الموت".


التصنيف الثالث: السعودية وقطر وتونس والجزائر ومصر

خمسة منتخبات عربية تتواجد هنا، وهذا يمنح فرصة ذهبية لواحد أو اثنين منهم على الأقل للحصول على مجموعة مناسبة، لأن التصنيف الرابع يضم فرقًا ضعيفة نسبيًا مثل:

  • هايتي

  • نيوزيلندا

  • كوراساو

بينما في التصنيف الثاني منتخبات قابلة للمواجهة مثل:

  • الإكوادور

  • النمسا


التصنيف الرابع: العراق والأردن في مهمة صعبة

في حال تأهل العراق والأردن عبر الملحق، فسيكونان في أصعب تصنيف ممكن.
ومع ذلك، يمكن لأحدهما أن يحصل على مجموعة متوازنة نسبيًا مثل:

  • كندا (من التصنيف الأول)

  • الإكوادور (من الثاني)

  • منتخب متوسط من الثالث

مع أن الآخر قد يصطدم بمجموعة صعبة للغاية.


كيف يتم اختيار أفضل ثمانية منتخبات ثالثة؟

بعد نهاية دور المجموعات، يتم ترتيب أصحاب المركز الثالث في جدول موحد، وفق المعايير التالية:

  1. عدد النقاط

  2. فارق الأهداف

  3. عدد الأهداف المسجلة

  4. اللعب النظيف

  5. وفي حال التساوي الكامل… اللجوء للقرعة

هذا القانون قد يجعل بعض المنتخبات العربية أمام فرصة كبيرة للتأهل حتى لو لم تحتل المركز الثاني.


من يلعب مع من في دور الـ32؟

هذا السؤال أثار جدلًا كبيرًا، خصوصًا بعد وجود "أفضل توالات".
وفقًا للفيفا:

  • 8 متصدرين من مجموعات محددة (1 – 2 – 4 – 5 – 7 – 9 – 11 – 12) سيواجهون أفضل 8 منتخبات ثالثة.

  • أما المجموعات الأخرى (3 – 6 – 8 – 10) فمتصدروها سيواجهون منتخبات احتلت المركز الثاني.

كما توجد 4 مباريات في دور الـ32 ستكون بين:

  • وصيف ضد وصيف

وهو أمر غير معتاد ولكنه يزيد الإثارة.


لماذا يجب أن يتجنب العرب مجموعات معينة؟

هناك مجموعات لو وقع فيها المنتخبات العربية، قد تُقلّل من فرصهم في التقدم، رغم سهولة المجموعة نفسها.
وهي:

  • المجموعة الثالثة

  • السادسة

  • الثامنة

  • العاشرة

لأن متصدرها لن يواجه منتخبًا من أصحاب المركز الثالث، بل سيواجه وصيف مجموعة أخرى قوية.

بينما المجموعات الأخرى تمنح فرصة ذهبية للعب أمام أصحاب المركز الثالث.


تنظيم المونديال بين ثلاث دول… كيف سيعمل؟

رغم تعدد الدول المستضيفة، فإن الفيفا ضبط النظام بدقة:

  • 16 مدينة مقسمة إلى:

    • المنطقة الشرقية

    • المنطقة الوسطى

    • المنطقة الغربية

  • كل مجموعة تُلعب في منطقة واحدة فقط، حتى لو امتدت بين دولتين

  • الهدف: تقليل السفر على المنتخبات والجماهير

الدور الثاني وما بعده سيُلعب بالكامل داخل الولايات المتحدة.

الافتتاح: 11 يونيو في مكسيكو سيتي
النهائي: 19 يوليو على ملعب "ميت لايف" في نيوجيرسي


قرعة كأس العالم 2026: حظوظ المنتخبات العربية بين الواقع والطموح



أولًا: منتخب قطر — لغز لا يمكن توقعه

جاءت قطر في مجموعة تبدو متوازنة لكنها في العمق شديدة التعقيد، تضم:
سويسرا — كندا — قطر — مع انتظار منتخب رابع (مرشح بقوة: إيطاليا).

قطر من المنتخبات "غير المتوقعة"؛ كلما رُشّحت لتقديم أداء ملفت خيّبت الآمال، وكلما تراجعت التوقعات فجّرت المفاجآت—كما حدث في كأس آسيا 2019 ونسخة 2024.

تقييم المجموعة

  • سويسرا: فريق ثابت، منظّم، لا يغيّر مدربه كثيرًا، ويُعرف بأنه منتخب يقدم أقوى نسخة له في البطولات الكبرى.

  • إيطاليا (إن تأهلت): رغم التخبط، تبقى منتخب بطولة.

  • كندا: منتخب نشيط، سريع، مقاتل.

التوقع الفني

من الصعب على قطر الوصول للدور الثاني في هذه النسخة رغم توازن المجموعة على الورق. الفوارق الفنية والانضباط التكتيكي لدى سويسرا وإيطاليا يجعل حظوظ قطر أقل، بينما كندا خصم مزعج جدًا في النسق البدني.

التوقع: خروج مبكر من الدور الأول.


ثانيًا: المنتخب المغربي — ثقة وقوة وتاريخ حديث مذهل

المغرب يقع في مجموعة تضم:
البرازيل — المغرب — اسكتلندا — هايتي

مفارقة غريبة تتكرر: المغرب يواجه البرازيل في كل بطولة للفئات السنية خلال السنوات الماضية، وكأن القدر يصرّ على هذا الصدام الكروي.

تقييم المجموعة

  • البرازيل: اسم كبير، لكن ليست في فترتها الذهبية.

  • اسكتلندا: منتخب جيد، لكنه أقل صلابة من المغرب في المواجهات الكبرى.

  • هايتي: فريق مقاتل، لكنه أقل فنيًا من باقي المجموعة.

التوقع الفني

المغرب يدخل هذه البطولة كمنتخب لا يقل قوة عن البرازيل ولا يخافها. الفريق يمتلك شخصية بطولية اكتسبها في مونديال 2022، وانسجام تكتيكي مستمر.

التوقع:

  • المركز الأول: المغرب

  • المركز الثاني: البرازيل

  • أفضل ثوالث: اسكتلندا

  • خروج: هايتي


ثالثًا: منتخب تونس — تاريخ كبير… وأداء محيّر

تونس تقع في مجموعة صعبة تضم:
هولندا — اليابان — تونس — (أوكرانيا/السويد)

الأزمة الكبرى داخل الكرة التونسية ليست فنية فقط؛ بل إدارية وتنظيمية، مع خلافات كثيرة أثّرت على الأداء خلال السنوات الأخيرة. باستثناء فوز تونس التاريخي على فرنسا في 2022، وعناصر من الترجي في فترات معينة، فالصورة العامة لم تكن مشجعة.

التقييم الفني

  • هولندا: منتخب صلب تكتيكيًا.

  • اليابان: من أكثر منتخبات العالم تطورًا.

  • أوكرانيا/السويد: خصم عنيد بمستوى أوروبي.

التوقع الفني

مجموعة صعبة على تونس، لكن الأهم ليس التأهل فقط؛ بل إعادة الصورة الإيجابية للكرة التونسية وتقديم أداء يحترم التاريخ والجماهير.

التوقع:
احتمالية التأهل ضعيفة إلا لو فازت تونس بنتيجة مفاجئة تقلب حسابات المجموعة.
– الهدف الواقعي: أداء مشرّف وتنظيم دفاعي محترم.


رابعًا: منتخب مصر — الحماس، القلق، والمطالبة بالجدية

تقع مصر في مجموعة تضم:
بلجيكا — مصر — إيران — نيوزيلندا

الجمهور المصري لا يخشى المنتخبات الكبيرة، بل يخشى المباريات "السهلة" نظريًا. مصر قادرة على مجاراة بلجيكا، وربما تحقيق نتيجة إيجابية، لكن الخوف الأكبر يكمن دائمًا في مباراتي إيران ونيوزيلندا.

نقاط القوة

  • روح قتالية ظهرت بوضوح في التصفيات تحت قيادة حسام حسن.

  • لاعبين أصحاب خبرة دولية.

  • شخصية تاريخية في المباريات الكبيرة.

نقاط الضعف

  • التذبذب في المستوى.

  • فقدان الثقة بين الجماهير والجهاز الفني.

  • الخوف من السقوط أمام منتخبات ليست من الصف الأول.

التوقع الفني

  • إيران منتخب قوي جدًا وآسيوي ثابت.

  • نيوزيلندا منتخب يجب التعامل معه بجدية مطلقة.

  • بلجيكا ليست في عصرها الذهبي، لكن تظل خصمًا ثقيلًا.

إذا لعبت مصر بالروح نفسها التي ظهرت في التصفيات—وليس بالأسلوب السلبي الذي ظهر في 2018—فإن التأهل ممكن جدًا.

التوقع:
– مصر مرشحة للتأهل لدور الـ32 كأول أو ثاني المجموعة.
– المفتاح الحقيقي: الفوز على نيوزيلندا، وعدم السقوط ذهنيًا أمام إيران.

تعليقات