🔥 جحيم الأنفيلد يبتلع ريال مدريد وكومباني يقود ثورة بايرن ميونخ في أوروبا
شهدت الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا أحداثًا مثيرة ومتقلبة أكدت أن البطولة القارية ما زالت مسرحًا للمفاجآت، حيث خسر ريال مدريد أمام ليفربول في الأنفيلد، بينما واصل بايرن ميونخ بقيادة مدربه البلجيكي فنسنت كومباني سلسلة انتصاراته الأوروبية، في وقت تألق فيه النيجيري فيكتور أوسيمين مع نابولي، واستمر تفوق الأندية الإنجليزية باستثناء تشيلسي.
ريال مدريد يسقط في الأنفيلد وكورتوا يتألق رغم الهزيمة
تعرض ريال مدريد لهزيمة قاسية أمام مضيفه ليفربول بهدف دون رد، في مباراة هيمن عليها الفريق الإنجليزي من بدايتها حتى نهايتها.
رغم أن النتيجة تبدو متقاربة، فإن الأداء على أرض الملعب كشف عن تفوق واضح لأصحاب الأرض الذين أضاعوا فرصًا عديدة كانت كفيلة بزيادة الغلة التهديفية.
وقد تألق الحارس البلجيكي تيبو كورتوا بشكل لافت، فأنقذ شباكه من أهداف محققة في أكثر من مناسبة، مؤكداً أنه ما زال يشكّل أحد أهم نقاط القوة في تشكيلة المدرب كارلو أنشيلوتي.
تدخلات كورتوا الحاسمة أعادت إلى الأذهان تألقه في نهائي باريس عام 2022، حين وقف سداً منيعاً أمام الهجوم الأحمر، ليمنح ريال مدريد لقبه الرابع عشر في المسابقة.
أداؤه المذهل دفع العديد من المراقبين إلى التساؤل:
هل كورتوا اصبح أعظم حارس في تاريخ ريال مدريد الحديث ام ليس بعد ؟
بايرن ميونخ يفرض هيبته على باريس سان جيرمان
في باريس، تمكن بايرن ميونخ من تحقيق فوز ثمين على باريس سان جيرمان بهدفين نظيفين، في مباراة أثبتت أن المدرب فنسنت كومباني بدأ يضع بصمته بوضوح على أداء الفريق البافاري.
ورغم النقص العددي بعد طرد المهاجم لويس دياز، فإن بايرن لم يتراجع دفاعيًا بل واصل ضغطه المنظم، مانعًا باريس من تشكيل خطورة حقيقية حتى الدقائق الأخيرة.
الحارس المخضرم مانويل نوير قدّم أداءً مميزًا، إذ تصدى لثمان محاولات خطيرة من مبابي وديمبيلي وحكيمي، وحافظ على نظافة شباكه للمباراة السادسة على التوالي في البطولة.
هذا الفوز هو السادس عشر تواليًا لبايرن هذا الموسم في جميع المسابقات، وهو رقم يعكس الانضباط والروح الجديدة التي زرعها كومباني في الفريق منذ توليه المهمة الصيف الماضي.
المدرب البلجيكي، الذي خاض تجارب ناجحة مع بيرنلي في إنجلترا، يثبت أنه يمتلك فكرًا تكتيكيًا متطورًا يجمع بين الصلابة الدفاعية والمرونة الهجومية، مما جعل كثيرين يصفون بايرن الحالي بأنه “نسخة محدثة من فريق 2013 الذهبي”.
أوسيمين يشعل سباق الهدافين بهاتريك مثير
في نابولي، كان البطل النيجيري فيكتور أوسيمين نجم الجولة دون منازع بعد تسجيله ثلاثة أهداف كاملة “هاتريك” في شباك أياكس أمستردام، ليقود فريقه إلى فوز عريض ويشعل المنافسة على صدارة الهدافين.
أوسيمين أظهر قوة بدنية هائلة وقدرة عالية على التحرك خلف المدافعين، مؤكداً أنه من أبرز المهاجمين في القارة الأوروبية حاليًا.
وبهذا الأداء المميز، وضع نفسه في منافسة مباشرة مع نجوم مثل إرلينغ هالاند وكيليان مبابي على لقب الهداف، وهو إنجاز يعكس تطوره اللافت خلال الموسمين الأخيرين.
الأندية الإنجليزية تواصل تفوقها القاري
الفرق الإنجليزية واصلت بسط هيمنتها على المنافسات الأوروبية، إذ حقق مانشستر سيتي فوزًا كبيرًا على بوروسيا دورتموند بأربعة أهداف مقابل هدف، بفضل تألق فيل فودين وإرلينغ هالاند.
كما سحق توتنهام فريق كوبنهاغن برباعية نظيفة، سجل خلالها المدافع الهولندي ميكي فان ديفين أحد أجمل أهداف الموسم بانطلاقة مذهلة من منتصف ملعبه وصولاً إلى الشباك.
أما أرسنال فقد حافظ على سلسلة نتائجه الإيجابية بثلاثية نظيفة أمام سلافيا براغ، ليقترب من حسم التأهل إلى الدور المقبل مبكرًا.
في المقابل، خيّب تشيلسي آمال جماهيره بتعادل مخيب أمام كارباغ الأذربيجاني، في أداء أثار تساؤلات حول استقرار مشروعه الفني بعد التغييرات الكثيرة في الجهاز والإدارة.
نكسة للكرة الإسبانية واستثناء أتلتيكو مدريد
لم تكن الجولة موفقة للأندية الإسبانية، إذ اكتفى برشلونة بالتعادل أمام كلوب بروج بعد أداء دفاعي متذبذب، فيما سقط فياريال مجددًا في فخ الهزيمة.
ويبدو أن المدرب الألماني هانز فليك ما زال يبحث عن التوازن في فريقه الجديد بعد سلسلة من النتائج المتأرجحة.
برشلونة يمتلك أحد أقوى الخطوط الهجومية في القارة، لكنه يعاني من ثغرات دفاعية واضحة جعلته يستقبل أهدافًا سهلة، مثل الثلاثية التي سجلها اللاعب المغمور فوربس في مرماه.
أما أتلتيكو مدريد فكان الاستثناء الإيجابي بعدما حقق فوزًا مهمًا على سانت جيلواز البلجيكي، ليبقي على آمال الكرة الإسبانية في التواجد بقوة في الأدوار الإقصائية.
فليك: نلعب وفق هويتنا.. والخلل في المنظومة لا في الأسلوب
أبدى المدير الفني لبرشلونة هانسي فليك تفهّمه للإحباط بعد التعادل 3-3 أمام كلوب بروج، لكنه شدّد على أن الفريق يتمسّك بهويته ولا ينوي تغيير أسلوب لعبه.
وقال فليك عقب اللقاء: "نحن نريد أن نلعب وفق الـDNA الخاص بنا، وفق هويتنا. لا نريد أن ندافع بعمق ونحاول الفوز 1-0. التعادل ليس أفضل نتيجة، لكننا عدنا بعد كل هدف، وهذا أمر إيجابي."
وعند سؤاله عمّا إذا كانت المشكلة في المنهج التكتيكي أو أداء اللاعبين، أوضح فليك أن المسألة تتعلق بمنظومة الفريق ككل، مضيفًا: "الأمر دائمًا يتعلق بالفريق ككل. يجب على كل لاعب أن يكون في الموضع الصحيح ويضغط في التوقيت المناسب. فعلنا ذلك جيدًا في المباراة السابقة، أما اليوم فكان ذلك في بعض اللحظات فقط، ولم يكن كافيًا."
وختم المدرب الألماني حديثه قائلًا: "لعبنا بنفس التشكيلة، لذا لا أعذار. نعلم أن هذه ليست أفضل لحظاتنا، لكنني أفضّل النظر إلى الجانب الإيجابي والعمل على التحسين."
صراع الأساطير بين كورتوا ونوير
شهدت هذه الجولة تألقًا لافتًا للحارسين العملاقين كورتوا ونوير، اللذين يواصلان كتابة فصل جديد في تاريخ حراسة المرمى العالمية.
نوير، المعروف بقدرته على بناء الهجمة من الخلف وتقدمه الدائم خارج منطقة الجزاء، أظهر مرة أخرى مهارته القيادية في توجيه الدفاع وتنظيم الخط الخلفي.
أما كورتوا، فيتميز بثباته الذهني وردات فعله السريعة التي تمنحه أفضلية في المواجهات الفردية.
ورغم اختلاف أسلوبهما، فإن كليهما يثبت أن حراسة المرمى لا تعتمد فقط على المهارة، بل أيضًا على الشخصية والخبرة والهدوء تحت الضغط.
ويبقى الجدل قائمًا بين جماهير الكرة حول من هو الأفضل في العقد الأخير، في ظل الأرقام المذهلة والبطولات الكثيرة التي جمعها الاثنان.
مورينيو وبنفيكا… تجربة لم تكتمل
على صعيد آخر، يواصل بنفيكا نتائجه السلبية تحت قيادة المدرب المخضرم جوزيه مورينيو، الذي يبدو أنه لم ينجح في إعادة الفريق إلى سابق عهده.
مورينيو، الذي صنع أمجاده في العقدين الماضيين مع بورتو وتشيلسي وإنتر ميلان وريال مدريد، يواجه اليوم صعوبة في مواكبة التحولات التكتيكية الحديثة في كرة القدم الأوروبية.
ورغم خبرته الكبيرة، إلا أن أداء بنفيكا الباهت يؤكد أن “الفكر القديم” لم يعد كافيًا لمجاراة المدربين الشباب الذين يعتمدون على السرعة والضغط العالي والتدوير المستمر للكرة.
معالم الدور المقبل بدأت تتضح
مع اقتراب نهاية دور المجموعات، بدأت ملامح المتأهلين إلى دور الـ16 تتشكل بوضوح.
فبايرن ميونخ ومانشستر سيتي وآرسنال يتصدرون مجموعاتهم بثبات، بينما يحتاج ريال مدريد وبرشلونة إلى تحسين نتائجهما في الجولتين الأخيرتين لتفادي الدخول في حسابات معقدة.
كما برزت أسماء جديدة هذا الموسم في سماء البطولة مثل فيكتور أوسيمين وميكي فان ديفين، اللذين أضافا بعدًا جديدًا للمنافسة على الجوائز الفردية.
أوروبا تعيش مرحلة انتقالية
تُظهر هذه الجولة أن كرة القدم الأوروبية تمر بمرحلة انتقالية بين جيل من النجوم المخضرمين مثل مودريتش ونوير وكورتوا، وجيل جديد من المواهب الصاعدة بقيادة أوسيمين وهالاند وفودين.
ففي الوقت الذي تعاني فيه بعض الأندية التقليدية من التذبذب، يبرز مدربون شباب مثل كومباني وأرتيتا كرموز لحقبة جديدة من الأفكار التكتيكية الحديثة.
إنها أوروبا مختلفة؛ لا تعتمد على الأسماء الكبيرة بقدر ما تعتمد على الجماعية والمرونة والجرأة في اتخاذ القرار.
وبين جحيم الأنفيلد ونور ميونخ، تبقى الحقيقة أن دوري أبطال أوروبا هذا الموسم هو الأكثر تنافسية في السنوات الأخيرة، وأن طريق التتويج بالكأس ذات الأذنين سيكون طويلًا وشاقًا لأي فريق مهما بلغت قوته.